السعودية آخر الموقعين على اتفاق التطبيع مع اسرائيل

عاجل

الفئة

shadow


"ليبانون ديبايت"_ ريم عبيد

يبدو أن لقب خادم الحرمين الشريفين ما زال يقف حائلا بين التطبيع السعودي مع الكيان الاسرائيلي وإعلانه، كيف إذا كان طموح الأمير الشاب محمد بن سلمان هو زعامة الخليج.
اعلان
محصلة تترجم خطوات الرياض البطيئة نحو التطبيع، رغم الكد والسعي الغربي وتحديدا الأميركي نحوه قبل الانتخابات الأميركية.
الانفتاح السعودي بكل أوجهه رغم تعارضه مع كون السعودية هي وجهة المسلمين للحج لا يمكن ان يعول عليه لتسهيل مرور اتفاق التطبيع.
وحتى الضغط الأميركي لا يزال حتى اللحظة أسير العقبات الكثيرة التي يضعها بن سلمان وقد تمثلت هذه الضغوط بزيارات متكررة لمسؤولين أميركيين الى المملكة.
وهو ما يفسر زيارة مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مرتين متتاليتين للسعودية في نهاية تموز من العام 2023 ، وكان رئيس الموساد ديفيد بارنيا قد التقى سوليفان في البيت الابيض قبل زيارته السعودية.
وكان قبلها بقليل زار في حزيران العام 2023 وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن السعودية للحديث عن التطبيع.
وفي ذات الوقت، يؤكد دبلوماسيون أن السعودية تسعى للحصول على تنازلات من الولايات المتحدة بما في ذلك ضمانات أمنية ودعم لبرنامج نووي مدني والحصول على أسلحة، مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
في المقلب الآخر، يلفت مسؤولون سعوديون الى أن المملكة ستحتاج أيضا إلى خطوة إيجابية كبيرة من "إسرائيل" تجاه الفلسطينيين، حتى تخطو خطوة الى الامام نحو التطبيع.
وكان توماس فريدمان، الكاتب في صحيفة نيويورك تايمز، قد أشار في مقاله، بعيد اجتماعه مع بايدن الأسابيع الماضية، عن أن المطالب السعودية من "إسرائيل" يمكن أن تشمل وقف التوسع الاستيطاني، وتعهدا بعدم ضم الضفة الغربية، التي يريد الفلسطينيون أن تكون قلب دولة مستقبلية، لكن إسرائيل تحتلها منذ عام 1967.
وحول التنازلات "الإسرائيلية" المحتملة، قال المستشار الإسرائيلي تساحي هنغبي: "إن إسرائيل لن تقبل بأي شيء يقوض أمنها".
لكنه قال إن "بلاده لن تقلق من احتمال تطوير السعودية قدرات نووية مدنية، اذا هناك نية اسرائيلية للتنازل مقابل التطبيع".
كل هذه المعطيات إن دلت على شيء فهي تدل على أن من يؤخر عجلة التطبيع هي السعودية وليس العكس، بينما تعتبر اسرائيل تحقيقه انجازا وتفوقا دبلوماسيا لها، وهي التي تعيش حالة تفكك داخلي تفرضه الصراعات القائمة بين قبائلها، مع بروز نزعة التطرف الديني، التي تمظهرت على شكل تعديلات قضائية.
وعليه فان نتنياهو وبايدن كلاهما يحتاجان الخطوة السعودية هذه ليثبتا أنهما لم يفشلا، وبالتالي يحققان مكاسب داخلية وخارجية، وامام هذا السعي الاميركي والاستعداد الاسرائيلي للتنازل، يبقى أن ما يؤخر السعودية هو أمر يتعلق بصورتها وصفتها الاسلامية وسط العالم الاسلامي، وثقلها في المحيط الخليجي خصوصا في ظل الصراع بين بن زايد وبن سلمان والذي برز أخيرا على السطح بشأن ثروات اليمن.
وباعتبار ان السعودية زعيمة في العالم الإسلامي، لذلك فإن عليها التزامات أكبر من الدول العربية الأخرى التي وقعت بالفعل صفقات مع "إسرائيل"، مثل الإمارات والبحرين.
وهنا بالتحديد وأمام هذه المعطيات، كل حديث عن قرب توقيع اتفاق التطبيع السعودي مع اسرائيل يبقى سابقا لأوانه، وما يؤكد هذا السيناريو كلام اللواء احتياط "إيتان دانغوت" والذي شغل ما يسمى منسق حكومة العدو في الضفة الغربية اذ اعتبر أن من يعتقد أن السعودية يمكن أن توافق على التطبيع مع "إسرائيل" بعيداً عن القضية الفلسطينية، فهو واهم.

الناشر

Mirian Mina
Mirian Mina

shadow

أخبار ذات صلة